الأحد، 15 يناير 2012

هجر القرآن



هجر القرآن الكريم














أ- التحذير من هجره:
جاءت النصوص الكريمة من الكتاب والسنة ترشد الأمة إلى تعاهد القرآن بالتلاوة والتدبر، وتحذر كل الحذر من التقصير في حقِّه، أو هجران تلاوته والعمل به.‏
‎‎ ولقد حكى الله عز وجل شكوى الرسول الله صلى الله عليه وسلم لربه هجران قومه للقرآن فقال سبحانه: {وقال الرسول ياربِّ إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا } [الفرقان: 30].‏
‎‎ وتوعّد الله سبحانه الذين يعرضون عنه فقال: {وقد آتيناك من لدنا ذكراً * من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزراً * خالدين فيه وساء لهم يوم القيامة حملا } [طه: 99-101] . ثم صوّر حالة ذلك المعرض يوم القيامة فقال: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا * ونحشره يوم القيامة أعمى } [طه: 123-124].‏
ب- أنواع هجر القرآن :1.هجر سماعه وتلاوته:‏
- لا يوجد على وجه البسيطة كتاب يحرم هجره، ويجب تعاهده وتلاوته إلا القرآن الكريم، فإن هذا من خصائصه التي لا يشاركه فيها أي كتاب.‏
‎‎ - وقد أثنى الله عز وجل على الذين يتعاهدون كتاب ربهم بالتلاوة فقال: {من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون } [آل عمران: 113].‏
‎‎ - وحتى لا يقع الناس في هجران القرآن، فقد بحث العلماء مسألة: في كم يقرأ القرآن، وقالوا: "يكره للرجل أن يمر عليه أربعون يوماً لا يقرأ فيها القرآن ".‏
‎2.هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه:‏
- يحرم هجر العمل بالقرآن الكريم، لأن القرآن إنما نزل لتحليل حلاله وتحريم حرامه والوقوف عند حدوده.‏
‎‎ فلا يجوز ترك العمل بالقرآن، فإن العمل به هو المقصود الأهم والمطلوب الأعظم من إنزاله.‏
‎3.هجر تحكيمه والتحاكم إليه:‏
- أنزل الله عز وجل كتابه الكريم حتى يحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه، ونهاهم سبحانه عن تحكيم أو تحاكم إلى غير القرآن.‏
‎‎ - فالقرآن الكريم هو دستور المسلمين، وهو الحكم فيما اختلفوا فيه من أمور دينهم ودنياهم، فلا يجوز هجره لابتغاء الحكم في غيره.‏
4.هجر تدبره وتفهمه وتعقل معانيه:‏
- تدبر القرآن الكريم وتعقل معانيه مطلب شرعي، دعا إليه القرآن وحثّت عليه السنة، وعمل به الصحابة والتابعون ومن بعدهم، قال تعالى:{كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته } [ص: 29]. وقال أيضاً: {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها } [محمد: 24].‏
 وعليه فلا يجوز هجر تدبره وتأمل معانيه وأحكامه.‏
‎5.هجر الاستشفاء به والتداوي به في أمراض القلوب والأبدان:‏
وردت نصوص كثيرة في أن القرآن الكريم شفاء، قال تعالى: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين[الإسراء].
وقال: {قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء } ‏[فصلت: 44].‏

‎‎ وفي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم صور تطبيقية عديدة للتداوي بالقرآن، سواء كان دواء للأبدان، أو للنفوس .‏
‎‎ - وهجر الاستشفاء بالقرآن خلاف السنة، فهو مذموم وممقوت.
 منقول .. إضغط هنا
 ------------------------------------------------
وخلاصة القول.. كما أرى فإن هجر القرآن الكريم يؤدي إلى هجر النفوس والعقول. فلكل شيءٍ غذاء، فغذاء الروح والعقل والقلب والنفس هو القرآن، فإن للروح غذاء كما للأبدان غذاء.
ف
غذاء الأبدان يكون بالطعام والشراب وحتى لو زاد هذا الغذاء عن حده فيكون هنا هلاكاً للروح.
لأن غذاء الروح يكون بالعلم النافع وبالقرآن كما قال سيدنا وحبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام
قَالَ: ((مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنْ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ الْغَيْثِ الْكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضًا فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ قَبِلَتْ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتْ الْكَلَأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتْ الْمَاءَ فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا وَأَصَابَتْ مِنْهَا طَائِفَةً أخْرَى إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لَا تُمْسِكُ مَاءً وَلَا تُنْبِتُ كَلَأً فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللَّهِ وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ
وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ)).

فلنترك كل ما يفسد أرواحنا ونبتعد عنه ونذهب إلى ما يغذيها ولنسقى قلوبنا بالماء الطاهر ،والعمل الصالح والعلم النافع، حتى تكون قلوباً طاهرة نقية من أى شائبة أياً كانت صغيرة أو كبيرة.
فلنعطى أرواحنا غذاءها حتى لا نعيش فى هم وكدر فى غمٍ وتعب وضيق.
لأنه لا يستطيع أي شىء فى هذه الحياة من مال أو جاه أو ما شابه فى تغذية الروح مثل الأعمال التى ترضى رب العباد ،ولا ننسى قراءة القرآن التي تغذي نفوسنا وأرواحنا التي تتغذى بالقرآن العظيم.

 

هناك 7 تعليقات:

  1. للاسف بتنا نرى ان هجر القران يزداد يوما بعد يوم، وتنا نضع المصحف شكلا فقط، لدرجة ان الغبار يعلوه احيانا، بوركت على التذكير وجعله الله في ميزان حسناتك...نسال الله الثبات والهداية.

    ردحذف
    الردود
    1. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
      بوركتِ أختي ايمان على مرورك الكريم ، فكما ذكرت للأسف يا حبذا لو أننا نقدر هذه النعمة والمعجزة التي خصنا الله بها، وثبتنا الله وإياكم على حفظه والثبات عليه.

      حذف
  2. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    بوركتِ أختي وزميلتي أسماء، فكما ذكرت أختي إيمان فنحن غافلون عن أعظم شيء في الحياة والذي خصنا به الرحمن ألا وهو القرآن الكريم ، جعلنا ممن يعملون به ولا يغفلون عنه.
    وشكراً

    ردحذف
    الردود
    1. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
      بوركتِ أختي وصديقتي راويه، فكما نحن نعلم أننا ليس فقط غافلون عن كتابنا العزيز بل غافلون عن أمور شتى التي أكرمنا الله بها وخاصةً القرآن الكريم الذي نزل من عند العلي الكريم ليخصنا به وقد أعتلينا بعلوه، فجعلنا الله ممن يعملون به ولا يغفلون عنه وجعله شفيعاً لنا يو القيامه.

      حذف
  3. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  4. أسماء موضوعك شيق وومتاز وذات أهمية كبرى خاصة في مثل هذه الايام...فالكثير من الاشياء التى تلهي عن القران وقرائته ولكن لو عرف الاخرين مدى اهميته واحتياجنا له لما تركوه...موفقة أسماء..

    ردحذف
  5. شكراً لك اختي ميسم على مداخلتك الكريمه،
    صحيح ،هناك ملهبات كثيره لكن علينا أن نتفرغ للقران الكريم لما فيه من تغذيه روحانيه ومعنويه.

    ردحذف